صوت باص العبدلي

هذه القصيدة كتبها أحد طلاب الجامعات الأردنية يصف فيها معاناته أثناء ذهابه إلى جامعته، والمتمثلة في الازدحام الشديد في موقف الباصات المشهور ( موقف العبدلي )

وقد كتبها على غرار قصيدة "صوت صفير البلبل" للأصمعي



يا صَوتَ باصِ العبدلي = هَيِّج قلوب الثُّمَّلِ


باصٌ وسَرفيسٌ مَعاً = كانا مُنايَ ومأملي


الباصُ شَرَّفَ أوّلاً = بِقَوامِهِ المُتَرهّلِ


فهَمَمتُ أركَبُ باصنا = والنَّاسُ تُمسِكُ أَرجُلي


قالوا بِصوتٍ واحدٍ = يا أيّها الشَّيخُ انزلِ


أَوَلستَ تُبصِرُ دَورَنا = فالويلُ إن لم تنزلِ


فَنَظرتُ خَلفِيَ باحثاً = عَلِّي أرى ما قِيل لي


فَبَصُرتُ وَيحيَ جَمعَهُمْ = كَحُشودِ جَيشٍ بابِلي


ما كان مِنِّي غَيرَ أَنْ = طَنَّشتُ كُلَّ العُذَّلِ


ناديتُ يا صاحِ امتَطِ = والحق أَخاكَ الحنبلي


إِن أَبطَأَت أَقدامُنا = في رُكبِ باصِ العبدلي


فالكَسرُ فِينا نازلٌ = والضَّربُ فوقَ تحَمُّلي


والحُكمُ فينا صادرٌ= أَمراً بِكُلِّ تَشَعتُلِ


********************


ها قَد رَكِبنا الباصَ قُلْ = الخَوفُ مِمَّا قَد يَلي


سِرنا إلى اللَّوجِ الذي = مَرآه زاد تَوَجُّلي


فالفرش منه ممزقٌ = والسّقف يُمطر من علِ


وَرَأيتُ حَولَ الباصِ مَن = قَد حاوَلوا بِتَذَللِ


لم يُفلِحوا في سَعيِهِم = إلا بُعَيدَ تَبَهدُلِ


فاقوا الكراسي كَثرةً = فَتراكَموا في المَدخَلِ


الباصُ سارَ كَأَنهُ = يمشي بكُلِّ تَمَهُّلِ


حاكى تماماً سَيرُهُ = سَيرَ السّمين المُمتَلي


والواقفون تَراقَصوا= رَقصاً جَميلاً طابَ لي


كَم سائقٍ يَحلو لَهُ = جَمعُ الشَّتاتِ العائِلي


ما إِن رَأى شَخصاً وَقَفْ = حَتَّى وَإِنْ لَم يَدخُلِ


لا هَمَّهُ كَم راكب = في الباصِ بَل كَم يمتَلي


صُندوقُهُ بِدَراهمٍ = ما حَلُّ هذا المُعضِلِ؟


إنِّي أُحِسُّ بأنني = أُركِبتُ قِدرَ مُخَللِ


لا أَستطيعُ تَنَفُّساً = فالوَيلُ لِي الوَيلُ لِي


فَأَجابَني: إِن لَم تُطِق = هذا الرَّكوبَ أَلا انزلِ


*************************


قَلَّبتُ كَفِّيَ حَسرَةً = ممَّا رَأيتُ وَصارَ لي


كَيفَ ارتَضيتُ بِذِلِّةٍ = شُرباً لِكَأسِ الحَنظَلِ


فَدَعَوتُ رَباً واحِداً = بِتَضَرُّعٍ وَتَبَتُّلِ


رَبِّ اكفِني شَرَّ الشُّرُو= رِ وَشَرَّ باصِ العَبدلي


واجعَل رُكوبَ النَّاسِ في = باصٍ صَغيرٍ عائلي


يَمشي سَريعاً دائِماً = ويَسيرُ دُونَ تَعَطُّلِ


هذا رَجائي قَد طَمِعتُ = بِجودِ مَولايَ العَلي


إِنِّي لَجَأْتُ لِخالِقي = ما لي سِواهُ مِن وَلي


فَدَعَوتُ رَبِّي راجِياً: = رَبِّ استَجِب لِتَوَسُّلي


واجعَل قُدومَ الباصِ في = وَقتٍ قَريبٍ مُقبِلِ


يا رَبِّ إن أَكرَمتَني = فَشَطَبتَ باصَ العَبدَلي


فاجعل عِبادَكَ حِينَها = مِن وُجدِهِم يدعونَ لي