عباس وراء المتراس,, أحمد مطر


عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتحِ يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضا ،
منتظرا ، محتضنا دفه ،

بلع السارق ضفة ،

قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس
(بقيت ضفة) ،

لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،

عبر اللص إليه ، وحل ببيته
(أصبح ضيفه)

قدم عباس له القهوة ،
ومضى يصقل ، سيفه

صرخت زوجة عباس :
" أبناؤك قتلى ، عباس ؛
ضيفك راودني ، عباس
قم أنقذني يا عباس"،

عباس - اليقظ الحساس -
منتبه ، لم يسمع شيئا
(زوجته تغتاب الناس)

صرخت زوجته :
"عباس ، الضيف سيسرق نعجتنا "،

قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس ، بأسداس ،

أرسل برقية تهديد

فلمن تصقل سيفك يا عباس
(لوقت الشدة)!!

إذن ... اصقل سيفك يا عباس

******
عباس يستخدم تكتيكاً جديداً

بعدَ انتهاءِ الجولةِ المُظفرهْ
" عبّاسُ " شَدَّ المِخْصَرَهْ
وَدَسَّ فيها خِنْجَرَهْ
وأعلنَ استعدادَهُ للجولةِ المُنتظرهْ

* * * *
اللصُّ دقَّ بابَهُ ...
" عبّاسُ "
لم يفتحْ له

اللص أبدى ضجَرَهْ ...
" عبّاسُ "
لم يُصغِ له

اللصُّ هدَّ بابَهُ
و عابَهُ
واقتحمَ البيتَ بغيرِ رُخصةٍ
وانتهرَهُ :
ـ يا ثورُ .. أينَ البقرهْ ؟

" عبّاسُ " دَسَّ كفَّهَ في المِخْصَرَهْ
واستلَّ منها خِنجرهْ

وصاحَ في شَجاعةً : ـ
في الغرفةِ المِجاوِرَهْ

* * * *
اللصُّ خَطَّ حَوْلَهُ دائِرةً
وأنذرهْ :
إيّاكَ أنْ تجتازَ هذي الدائرهْ

* * * *
عَلا خُوارُ البقرهْ ...
خَفَّ خُوارُ البقرهْ
خارَ خوارُ البقرهْ
واللصُّ قامَ بعدما
قضى لديها وَطَرهْ

ثُمَّ مضى

وصوتُ " عبّاسٍ " يُدَوِّي خَلْفَهُ :

فلتسقطِ المؤامرهْ

فلتسقطِ المؤامرهْ

فلتسقطِ المؤامره !

ـ عبّاسُ .. والخنجرُ ما حاجتُهُ ؟!
ـ للمُعضلاتِ القاهِرَهْ
ـ وغارةُ اللصِّ ؟!
ـ قطعتُ دابرَهْ
جعلتُ منهُ مَسْخرَهْ !

انظــــرْ .......
لقدْ غافَلْتُهُ
واجتزتُ خطَّ الدائِرهْ !!

****
عباس فوق العادة
في حملة الإبادة
(عباس) كان كتلة من قوة الإرادة :

هدّ الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته
وأعدموا أولاده .
لم يكسروا عناده .

قال لهم :
لي زوجة ثانية ولاّدة!

ليست هناك تعليقات